“الوهم المريح: هل نعيش رسالتنا أم نختبئ خلف راحة مزيفة؟
حين خلقنا الله، لم يخلقنا عبثًا أو لنعيش حياة خاوية من الهدف والمعنى، بل وضعنا على هذه الأرض برؤية عظيمة ورسالة سامية، وجعل كل لحظة من حياتنا فرصة لنحقق عملاً يرفعنا في الدنيا والآخرة. لكننا أحيانًا ننسى هذا المعنى العظيم، ونسمح لأنفسنا أن نتحصر في منطقة راحة وهمية، نعيش على هامش الحياة، يغطي الخوف من التغيير أوهام الراحة والأمان.
“أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون”
من الوهم إلى الحقيقة
كنت أعيش حياتي معتقدة أنني في راحة تامة. كل شيء بدا مستقرًا، روتين يومي ثابت، وهدوء ظاهري. ظننت أن هذه هي الحياة التي أريدها، أن أعيش بلا مغامرات أو تحديات تُتعبني. لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بثقل داخلي، شعور غريب بأن هذه الراحة ليست حقيقية. كنت أتوهّم أنني أعيش بأمان، لكن في الحقيقة، كانت تلك الراحة تخفي داخلي قلقًا وخوفًا من المجهول.
ماذا اكتشفت
الراحـة الدائـمـة قـبـر الأحـيـاء”، ومرة بعد مرة، وعثرة بعد عثرة، فهمت أن الراحة الحقيقية ليس في البقاء بنفس المكان، بل في السعي، في المغامرة، في الإحساس بالحياة بكل تقلباتها. لأن الحياة لا تنتظر أحد، أما تركب الموجة وتبحر، أما تغرق وأنت تتفرج.
أخرج من الوهم
إذا أنت تنتظر اللحظة المثالية، الظروف المناسبة، أو الشخص الذي يغير حياتك… أحب أن أقول لك، “المركب الذي تنتظره، لن يأتي أبدًا!”، وإذا ما تحركت أنت، ستبقى بنفس النقطة، تتفرج على غيرك يصعد ويرتقي، وأنت تقول: “إن شاء الله سوف يأتي يومي ”.
بس الحقيقة؟ “اليوم الذي لاتصنعه بيدك، لن يأتي أبدًا!”
كما قال المتنبي: “على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ، وتأتي على قدر الكرام المكاسبُ”، فالسعي الحثيث هو ما يبني عزمنا ويصنع قوتنا. فلا تستسلم للوهم الذي يراهن على الراحة الزائفة، فالحياة الحقيقية تكمن في الجرأة على السعي المستمر، والقدرة على تحويل التحديات إلى مكاسب.
تحياتي أيناس رعد
تعليقات