سميه علي رهيف في ضيافة مجلة واقع اجمل
1. كيف بدأت رحلة في الكتابة؟ هل كانت هناك لحظة أو حدث معين ألهمك لتبدئي فيها؟
ج /أنا أمارس الكتابة منذ الصغر تقريباً من عمر الحادية عشر ولكنها كانت تجارب بسيطة واغلبها كانت تقليد لكتابات كتاب آخرين.
والى عمر الخامسة والعشرين أدركت إني أملك القدرة على التأليف الفردي وبدأت فعلياً بالكتابة بعد أن تابعت صفحات بعض الأدباء على الفيس بوك في عام ٢٠١٧ وهذا هو الدافع والسبب الرئيس الذي دفعني للكتابة والنشر الورقي.
2. ما التحديات التي واجهتك أثناء الكتابة، وكيف تغلبتِ عليها؟
ج/ تحديات الكتابة كثيرة، وهي تختلف من مادة كتابية إلى أخرى. فمثلاً في بعض الروايات أواجه مشاكل في وصف الشخصيات أو وصف بعض الأماكن، فالأولى لأني لم اختلط بهذا النوع من الشخصيات فأجهل طبيعة حياتهم وشخصياتهم، والثانية لأن بعض الامكنة يصعب وصفها دون زيارتها فعلياً ولأن زيارتها صعبة بالنسبة لي تبقى لذا مجهولة عندي. وغيرها الكثير من التحديات التي تضطرني أحياناً كثيرة إلى ايجاد بدائل لها. وبطبيعة الحال فإن ايجاد البديل أصعب من الشخصية الواضحة أو المكان الواضح.
كما فعلت في روايتي سدم، والتي تناولت فيها حياة صحفي مهدد بالقتل أراد أن يكتب عن فساد الطبقة السياسية الذين كان يتعامل معهم ولأني أجهل طبيعة حياة السياسيين الخاصة وحياة الصحفي العملية اضطررت ان اكتب الرواية كاملة بطريقة رمزية وهي مصنع القبعات.
3. صفي لنا روتينك اليومي في الكتابة... هل تلتزمين بجدول محدد، أم تكتبين عندما تشعرين بالإلهام فقط؟
ج/ أكتب حينما تطلب مني الكتابة ذلك. اكتب في وقت وأي مكان عند حضور الإلهام.
4. كيف تتعاملين مع "صفحة بيضاء" أو لحظات الجمود الإبداعي؟
ج/ اقرأ فقط، لا اصارع ذهني ولا أجبر أصابعي على الكتابة. استسلم فقط للحظات الجمود واكتفي بالقراءة والاستماع. ومتى ما انطلق ذهني، أطلق لاصابعي العنان للكتابة.
5. هل تعتمدين على البحث المكثف قبل الكتابة (خاصة إذا كانت الرواية تاريخية أو تحتاج لمعرفة متخصصة)، أم تفضلين الخيال الحر؟
ج/ خلال السنوات الست الأخيرة أنا أجبر نفسي على البحث والإطلاع في تفاصيل وأمور مختلفة. وأغلب الأحيان لا تكون لدي فكرة للكتابة في الموضوع الذي أبحث فيه، ولكني أبحث لأذخر في عقلي وأوراقي ما أجده مادة دسمة قد تنفعني في الكتابة لاحقاً.
وبعد البحث وجمع المعلومات يأتي هنا دور الخيال في صياغتها بشكل إبداعي.
6. شخصياتك غالبًا [صفة مميزة، مثل: معقدة/ واقعية/ غامضة]... كيف تبنيين شخصياتك؟ هل تستمدينها من أشخاص حقيقيين؟
ج/ كل كتاب مختلف عن الآخر في شخصياته. مثلاً روايات غابات دبي كانت الشخصيات حقيقية فالبطل أحمد وابنة عمه غنى هم أولاد أخوتي. ولكنهم في الواقع أصغر سناً مما في الرواية. كل ما في الأمر أحببت ان يكونوا أبطالاً في روايتي.
أما بقيت الروايات فكل الشخصيات فيها خيالية وأحياناً معقدة.
7. هل هناك شخصية في كتاباتك تشعرين بأنها تعكس جزءًا منكِ أو من تجاربك الشخصية؟
ج/ لا أبداً، فأنا أجود قلمي من سطوة شخصيتي عند الكتابة، وأبعد الشخصيات عن شخصيتي الواقعية قدر ما أستطيع.
8. كيف تقررين مصير الشخصيات؟ هل تخططين مسبقًا لكل تفصيل، أم تتركينها تتطور مع تقدم القصة؟
ج/ أغلب الأحيان أنا لا أقرر بصورة جارمة ما هي النهاية، لكن مبدئياً أضع على الورق ما ستؤول إليه مصائر الشخصيات. ولأصارحكم القول في كل المرات كانت النهاية تأتي مختلفة عما خططت له، وكأن كل شخصية تفرض نفسها ومصيرها على قلمي.
9. هل تكتبين بهدف إيصال رسالة محددة للقارئ، أم تفضلين ترك التفسير مفتوحًا؟
ج/ لو كنت أكتب مقالاً أو خطبة أو تقريراً لكانت بالطبع الرسالة ستكون محددة وواضحة أمام القارئ، لكن ما دامت المادة قصة أو رواية فهنا سيكون مجال التفسير مفتوحاً أمام القراء.
10. كيف توازنين بين التعبير عن قضية اجتماعية أو سياسية وبين الحفاظ على البعد الفني للأدب؟
ج/ في العادة أنا أتخذ من أساليب الرمزية والاستعارة والتلميح للتعبير عن هذه القضايا. وبالطبع ستجري الكثير من التفاصيل على لسان الشخصيات أو تبرز من خلال تصرفاتهم فنكون بذلك اطلقناها بطريقة فنية أدبية وليس بطريقة مباشرة.
11. من هم الكتّاب أو الأعمال الأدبية التي أثرت في مسيرتكِ الإبداعية؟
ج/ كل كتاب وكاتب جيد يمكن أن يؤثر في عقلي وأتعلم منه. لا أسماء معينة. لكنهم كُثر.
12. كيف تتعاملين مع الانتقادات الأدبية؟ هل تغير رأيك في عمل ما بعد نشره؟
ج/ لم أواجه أي انتقاد سلبي على أي من كتاباتي لهذا اليوم. نعم تلقيت توجيهات من بعض الأدباء الكبار في أول مسيرتي الأدبية وبالطبع تعلمت منها كثيراً.
13. كيف ترين المشهد الأدبي الحالي، خاصة مع ظهور منصات النشر الرقمية وتغير أذواق القراء؟
ج/ لا أنكر إن النشر الرقمي من أنفع وأفضل الوسائل الحديثة لمواكبة عصر السرعة الذي نعيشه. وأنا أكثر المستفيدين مما ينشر على أي منصة أو موقع، اقرأ بصمت أغلب ما ينشره الأدباء من كتبهم الإلكترونية ومقالاتهم. وقد اختصرت لي هذه الوسائل الكثير من الوقت والجهد في اقتناء الكتب أو المجلات. ولكن بين ما هو قيم أجد الغث والسمين من الكتابات الفارغة لبعض المبتدئين الذين استسهلوا الكتابة كوسيلة للشهرة. في النهاية هم كالجراد المنتشر شهرتهم وقتية وكتاباتهم زائلة.
14. كيف تغيرت علاقتك مع الكتابة منذ أول موضوع نشرتيه حتى اليوم؟
ج/ تغيرت كثيراً كانت علاقة وقتية أمارسها في أوقات محددة من يومي، أما اليوم فقد توطدت علاقتي بها وأصبحت الكتابة كل يومي أمارسها بصمت وأنا أتصفح وجوه الناس من حولي وأنا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أُحدث نفسي دائماً وكأن كل ما حولي هو مادة للكتابة.
15. ما النصيحة التي تقدمينها لكاتبٍ مبتدئ يحلم بنشر روايته الأولى؟
ج/ أن يكون واثقاً من نفسه. وينشر على أية حال ومن بعدها الجمهور هو من يقرر إذا كان هذا الكتاب يستحق أن يكمل مسيرته أو لا. وهذا ما فعلته في أول مسيرتي الأدبية.
16. هل تعملين على مشروع جديد حاليًا؟ هل يمكن أن تشاركينا لمحة عنه؟
ج/ حالياً أعمل على مشروع بحث في القرآن. والبحث أتناول فيه جملة من الآيات بالتأمل الشخصي وتأثيرها في حياتي.
17. إذا أتيحت لكِ فرصة كتابة رواية بالتعاون مع كاتب آخر (حي أو ميت)، من ستختارين ولماذا؟
ج/ لا أتوقع إني قادرة على كتابة رواية مشتركة، جربتها سابقاً مع صديقة لي وفشلت لأني حينما اكتب تتطور الأحداث في ذهني بنفس الدقيقة وربما أغير مصير الرواية كاملة بسبب كلمة اعجبني أن اضيفها في حوار. وهذا الأمر صعب إذا كانت الرواية مشتركة، فالشراكة تعتمد على التخطيط الدقيق وهو لا يناسبني في الكتابة.
تعليقات