رڤيو كتاب
الندبة الأبدية”… الكتابة من مكان لا يصل إليه أحد
عن الأدب حين يتحوّل إلى أثر وجودي
بقلم: [الاسم أو يترك فارغًا للنشر]
ليست كل كتابة فعل حكي. فبعض النصوص تُكتب لتنجو، وبعضها يُكتب لأن الصمت لم يعُد صالحًا للسكن.
والندبة الأبدية ليست نصوصًا أدبية بالمعنى التقليدي، بل هي محاولة لاسترداد الإنسان من عمق التآكل… من تلك المنطقة الرمادية التي تفصل بين الذاكرة والنسيان، بين الوطن كفكرة، والغربة كواقع.
في هذا الكتاب، لا تحاول الكاتبة عبير محسن علوان أن تقدّم نفسها كضحية، ولا تكتب من موقع الضعف.
بل تفعل العكس تمامًا: تُواجه الهشاشة البشرية كما هي، بلا أقنعة، وتمنح اللغة شرف أن تكون شاهدًا على ما لا يُقال.
الندبة الأبدية ليست عن الغربة فقط، بل عن التهجير الداخلي:
ذلك الذي يحدث حين تفقد المعاني ثقلها، حين يتحوّل الحب إلى سؤال فلسفي بلا إجابة، وحين تصبح اللغة آخر ما تبقّى من علاقة الإنسان بذاته.
الندبة، في هذا السياق، ليست ألمًا يُروى، بل هوية تتشكل من خلال التجربة.
ليست مجرد أثر لجراح سابقة، بل دليل على أنك ما زلت تتذكر، وأنك رغم كل شيء… ما زلت حيًا بما يكفي لتكتب.
الكتاب لا يعرض حياة امرأة في المنفى فحسب، بل يكشف زيف العلاقات، هشاشة الأمان، تقلبات الانتماء، وانعدام اليقين في عالم لا يمنح أجوبة، بل مزيدًا من الأسئلة.
إنه كتاب لا يطلب منك أن تتعاطف، بل أن تتأمل.
لا يُغريك بالبكاء، بل يدعوك للتفكير:
كيف ننجو دون أن نفقد أنفسنا؟ وكيف نكتب دون أن نتواطأ مع الزيف؟
كل نصّ في هذا الكتاب هو وقفة وجودية أمام مرآة الصدق،
حيث لا تزويق، ولا بطولات،
بل إنسان يفتش عن كينونته في رماد التجربة.
الإنسان كائن هش… لكنه حين يكتب، يصبح أقوى من الندوب.
الندبة الأبدية ليست كتابًا للقراءة، بل للمواجهة.
مواجهة الذات، والماضي، وما لم يُقل.
وربما لهذا السبب، ستبقى هذه الصفحات حاضرة في ذاكرة القارئ…
لا لأنها تروي ما حدث، بل لأنها تفتح بابًا لما لم يحدث بعد… لكنها تُشعرنا به كل نصّ في هذا الكتاب هو وقفة وجودية أمام مرآة الصدق،
حيث لا تزويق، ولا بطولات،
بل إنسان يفتش عن كينونته في رماد التجربة.
الإنسان كائن هش… لكنه حين يكتب، يصبح أقوى من الندوب.
الندبة الأبدية ليست كتابًا للقراءة، بل للمواجهة.
مواجهة الذات، والماضي، وما لم يُقل.
وربما لهذا السبب، ستبقى هذه الصفحات حاضرة في ذاكرة القارئ…
لا لأنها تروي ما حدث، بل لأنها تفتح بابًا لما لم يحدث بعد… لكنها تُشعرنا به
الكاتبة ؛
عبير محسن علوان
تعليقات